قد أحال الحب قلبي زورقا
مبحرا في الوجد أنّى انطلقا
موغلاً في التيه لا مرسى له
غير وادٍ بالأسى قد طفقا
تتسلَّى الريح في توجيهه
نحو لا حدَّ ولا مفترقا
وعلى أرصفة الحبِّ ارتمت
زهرة الآمال تشكو رهقا
وفتافيت الأماني انكسرت
فوق صخر اليأس .. أضحت مزقا
والهزار الكان في أوردتي
صار ورقاء تهيج الحرقا
أيُّ اكسير هو الحبُّ الذي
ألفت عيناي فيه الأرقا
ما الذي يصنعه في بنيتي
<
أعشق البحر وأهوى الغرقا
يسكر الوجد فؤادي فأرى
كلَّ شيءٍفي حياتي زنبقا
ما الذي يجعل قلبي طرباً
بجراحي ؟! وجراحي ألقا
ألقٌ أسرجه إن خافقي
بسيوف الشوق والذكر التقى
فإذا لاحت على ذاكرتي
صورة المحبوب أغدو شفقا
شفقٌ يحتضن الشمس فإن
أشرق الواقع أغدو غسقا
ما الذي يجعلني في هدأتي
أغرس الليل نشيداً شيّقا
أنسج الليل بأحلام اللقا
وعلى النجوى أذيب الرهقا
وأبثُّ النجم شكوى جعلت
وتر الشوق المندَّى نزقا
ما الذي يجعل وحشاً كاسرا
حين ألقاها عويدا مورقا
وإذا راشت بعينيها هوى
أتشظى كالمرايا مزقا
وإذا قالت أحالتني لها
أذنا تصغي وقلبا مشفقا
وإذا ما أسفرت عن واضحٍ
صار جسمي حين أرنو حدقا
وإذا ما ابتسمت أو ضحكت
يصبح الكون بعيني مشرقا
عندها تنثال دنياي سنا
وحنانا وطيوبا ونقا
إنَّه الحبُّ الذي أرشدني
أنَّ في الصدر فؤاداً خفاقا